الأوعية الدموية
يتوزع الدم على أنسجة الجسم عبر شبكة معقدة من الأوعية الدموية يبلغ طولها 100 ألف كيلومتر
، وتضم هذه الأوعية شرايين تنقل الدم محملاً بالأكسجين من القلب إلى أنسجة الجسم، كما تضم أوردة تنقل الدم غير النقي من أنسجة الجسم إلى القلب. وينطبق ذلك على جميع شرايين الجسم وأوردته، باستثناء الشريان الرئوي الذي ينقل دماً غير نقي إلى الرئة، وكذلك الأوردة الرئوية التي تحمل دماً نقيا من الرئتين إلى القلب. وتلتقي الشرايين مع الأوردة عن طريق الشعيرات الدموية.
1 - الشرايين:
يُقاس عمر الإنسان بعمر شرايينه، فالشريان هو مجرى التنفس، والتغذية، والإخراج، والتمثيل الغذائي في جسم الإنسان؛ أي أنه - ببساطة - يُعد مجرى الحياة.
والشريان هو أنبوب له جدار مرن مقوى بألياف مطاطية تساعده على تحمل ضغط الدم خلال سريانه (الشكل الرقم 17). ولهذا الجدار القدرة على الانقباض والانبساط، وبذلك يظل ضغط الدم ثابتاً ومستقرّاً.
ويتألف جدار الشريان من ثلاث طبقات
1)
الطبقة الداخلية: وهي طبقة رقيقة تتكون من صف واحد من الخلايا، وتعمل كمصفاة تنظم مرور الماء، والمواد الغذائية، والهرمونات من الدم إلى الأنسجة وبالعكس. وتكون هذه الطبقة أكثر سمكاً في الرجال عنها في النساء، ويزداد سمكها يوماً بعد يوم، ومنها يبدأ التصلب.
2)
الطبقة المتوسطة: وهي طبقة قوية تتألف من ألياف عضلية مرنة تعطي الشريان قدرته على الانقباض والانبساط، وتخضع هذه الألياف لتأثير الجهاز العصبي اللاإرادي؛ أي أنها تخضع لعوامل الانفعال، والسلوك، والأحوال المرضية. وللطبقة المتوسطة دورٌ في الإصابة بتصلب الشرايين.
3)
الطبقة الخارجية: وهى طبقة تتكون من ألياف قوية تعطي الجدار قوته ومتانته.
ضغط الدم:
يدفع البطين الأيسر الدم من خلال الشريان الأبهر إلى جميع أنحاء الجسم. ويكون أقصى ضغط دم عند بداية الشريان الأبهر، ويقل الضغط تدريجياً في الشرايين كلما ابتعدنا عن مركز الدفع (القلب)، حتى يصل ضغط الدم إلى أدنى مستوى له في الشعيرات الدموية، حيث تقل سرعة الدم، الأمر الذي يسمح بتبادل الغذاء والفضلات بين الدم الموجود في الشعيرات الدموية والخلايا.
ويقاس ضغط الدم بواسطة جهاز "قياس ضغط الدم"، وهو يتكون من شريط من المطاط متصل بمضخة هواء مدرجة، ومقياس ضغط. ويلف الشريط حول ذراع الشخص المراد قياس ضغطه، ثم يضخ الهواء في الشريط المطاط، فيزيد حجمه ويضغط على شريان الذراع حتى ينغلق ويمنع مرور الدم. ويُعْرَفُ ذلك عن طريق انقطاع سماع النبض من خلال السماعة الطبية. بعد ذلك يُفرغ الهواء تدريجياً، فيقل الضغط على الشريان، ويبدأ الدم في التدفق من خلاله، ويمكن سماعه بالسماعة الطبية. ويُسمى الضغط الذي يُبدأ عنده سماع صوت النبض "بالضغط الانقباضي" (Systolic Pressure). ويستمر إفراغ الهواء من الشريط المطاطي حتى ينتهي سماع صوت النبض تماماً، ويسمى الضغط الذي ينعدم عنده الصوت "بالضغط الانبساطي" (Diastolic Pressure).
وقياس ضغط الدم يعتمد على قياس الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي. ويكتب هكذا (الضغط الانقباضي/ الضغط الانبساطي) (SP/DP).
ويراوح ضغط الدم في الأشخاص العاديين بي