حين سكبَ الله حُبَكِ في قارورةِ الجسدِ
صرتُ ، شفافاً ومُشعّاً كالبلورِ
صار حُبكِ، واضحاً في أوردتي
كسائل زئبقٍ قانٍ يفور باسمكِ ويغلي ..
حين سكب الله حبي في قلبكِ
نسيتِ أن تدعي كلَّ علماء الأرضِ
لاكتشاف نوع آخرَ من اللهبِ والنارِ
تركيبتها من أجيج روحيْنا و كيمـياء قلبيْنا..
حين رأيتكِ بادئ الأمرِ
كانت أولى رؤياي لهذا العالمِ
والصدمةُ كادت أن تُشيعني للانحلالِ في العدمِ
فما رأيته قبلكِ كان محضُ خرافةٍ وحفنةُ أوهامٍ
حينَ تحدثتِ أول مرةٍ
حدثت اضطراباتٌ لفيزياء المهجِ
تفاعلت ذراتُكِ بداخلي
وبروتوناتي تحللت فيكِ
ذبتُ في محلولكِ الأشدّ كثافةً من الياسمينِ
ضعتُ في كثافتكِ ولزوجتِك العالية
صرتُ ذائباً بيني وبينكِ
كان حديثكُ صغيرتي.. حداثياً عليَّ
آمنت حينها أن من حقِّ البشرية أن تجاهر باكتشافها معنىً آخرَ للغة والبوهيميا ومعدناً أشدّ نقاءً وصلابةً من التوتياء والبلاتينِ والكبريتِ المنصهر.. فمعدنكُ صغيرتي من كيمياء الشرقِ..
حين تصافحنا صغيرتي
كانت حرارةُ يدِكِ
كافيةً لإلغاء الشتاء من معادلة الفصول
فدعوتُ نفسي لاجتياز امتحان الكيمياءِ
أولى المعادلات احتجنا للأوكسجين والشفاه..
فمضيتُ نحوك دون أن أحتاج فيزا لعبوركِ
فأنتِ صغيرتي المدينةُ الوحيدة
التي لم تفرض عليَّ أيّة فيزا لدخولها
كان شرطكُ أن تتعرفي على تركيبة كيميائي..
أذكر أني بحتُ لك بأنني من ماء ميديا..
وزيت زيتونٍ، وقشورِ زبيبٍ، وعنبِ دمشقَ، وتراب عَفرين وأرقِ دجلة والفرات، وبقايا نخلةٍ ودمعة..
فهلا.. كففتِ عن ذوباني..
عاهدتني صغيرتي أن لا تفرقنا الجزئياتُ
ولا تشطرنا الانفعالاتُ
فإن اختلفنا علينا أن نخلطَ عناصرنا المركبة من جديد في كلِّ مرّة..
((حبك جعل قلبي كالصبار في صحراء اصبح الحب الحقيقي فيها محال ))